- Unknown
- 4:56 ص
- ISLAM
- لاتوجد تعليقات
لما رأيت نفسي في العلم حسناً، فهي تقدمه على كل شيء وتعتقد الدليل وتفضل ساعة التشاغل به على ساعات النوافل، و تقول:أقوى دليل لي على فضله على النوافل، أني رأيت كثيراً ممن شغلتهم نوافل الصلاة و الصوم عن نوافل العلم، عاد ذلك عليهم بالقدح في الأصول، فرأيتها في هذا الاتجاه على الجادة السهلة و الرأي الصحيح.
إلا أني رأيتها واقفة مع صورة التشاغل بالعلم، فصحت بها :فما الذي أفادك العلم ؟ أين الخوف ؟ أين القلق ؟ أين الحذر ؟
أو ما سمعت بأخبار أخيار الأحبار في تعبدهم و اجتهادهم ؟
أما كان الرسول صلى الله عليه و سلم سيد الكل، ثم إنه قام حتى ورمت قدماه ؟
أما كان أبو بكر رضي الله عنه شجي النشيج، كثير البكاء ؟
أما كان في خد عمر رضي الله عنه خطان من آثار الدموع ؟
أما كان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن في ركعة ؟
أما كان علي رضي الله عنه يبكي بالليل في محرابه حتى تخضل لحيته بالدموع ؟ و يقول: [ يا دنيا عري غيري ؟ ] .
أما كان الحسن البصري يحيا على قوة القلق ؟
أما كان سعيد بن المسيب ملازماً للمسجد فلم تفته صلاة في جماعة أربعين سنة ؟
أما صام الأسود بن يزيد حتى اخضر و اصفر ؟
أما قالت بنت الربيع بن خيثم له : [ مالي أرى الناس ينامون و أنت لا تنام ]؟ فقال : [ إن أباك يخاف عذاب البيات ] .
أما كان أبو مسلم الخولاني يعلق سوطا في المسجد يؤدب به نفسه إذا فتر ؟
أما صام يزيد الرقاشي أربعين سنة ؟ و كان يقول:و الهفاة سبقني العابدون ، و قطع بي .
أما صام منصور بن المعتمر أربعين سنة ؟
أما كان سفيان الثوري يبكي الدم من الخوف ؟
أما كان إبراهيم بن أدهم يبول الدم من الخوف ؟
أما تعلمين أخيار الأئمة الأربعة في زهدهم و تعبدهم :أبو حنيفة ، ومالك، و الشافعي، و أحمد؟ فاحذري من الإخلاد إلى صورة العلم ، مع ترك العمل به فإنها حالة الكسالى الزمنى :
و خذ لك منك على مهلة و مقبل عيشك لم يدبر
و خف هجمة لا تقبل العثار و تطوي الورود علىالمصدر
و مثل لنفسك أي الرعيل يضمك في حلبة المحشر
(صيد الخاطر لابن الجوزي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق