- Unknown
- 10:39 ص
- حقائق
- لاتوجد تعليقات
س / هل تتعارض الفلسفة مع الدّين ؟
ج / الفلسفة = بحث في محاور ثلاثة بمجرّد العقل، والمحاور هي : الكون والمعرفة والقِـيَـم ؛
أمّا البحث في الكون وما يتبعه من النّظر في التّكوين والمكوّن وهو الخالق تعالى والبحث في علّة الوجود ومبدئه ومنهاه ونحو ذلك من المسائل الغيبيّة؛ فهذا فيه حقّ قليل وكثير من الباطل؛ لأنّ أكثر المبحث الغيبيّ والميتافيزيقا = ممّا يتوقف فيه العقل قبل ورود النّقل، فإنّ العقل يسلّم قبل النّقل بكلّيّات من الأمور مثل وجوب وجود الخالق لما يراه ويجده من الخلق ووجوب اتّصاف هذا الخالق بصفات الكمال المطلق مثل القدرة والعلم والعدل والحكمة ونحو ذلك ووجوب تنزّهه عن صفات النّقص والحدوث وكذا العبث والظّلم ونحو ذلك من معان هي مجملة فيضلّ كثير من الفلاسفة فيها لمحاولتهم البحث في تفاصيلها بمجرّد العقول القاصرة، وربّما عارضوا المجملات القطعيّة الّتي يتّفق عليها العقلاء بالّذي يتوصّلون إليه من الأوهام والنّظريّات الباطلة في مجمل البحث وتفاصيله حتّى يصل الأمر بكثير منهم إلى الإلحاد والزّندقة، وإنّما الطّريق العقليّ الصّحيح لمعرفة التّفاصيل الغيبيّة هو نظر العقل في دلائل صحّة الرّسالة وبراهين صدق الرّسل ثمّ تصديقهم فيما أخبروا به من التّفاصيل أيضًا، وهي من طريقهم لا تأتي قطّ معارضة لما يقطع به العقل فيكون ذلك دليلاً آخر على صدقهم.
وأمّا البحث في المعرفة فهو البحث في العلوم الإنسانيّة وطرق تحصيلها وإدراكها بالعقل والحسّ والتّجربة ونحو ذلك وصفتها من الكلّيّة والجزئيّة ونحو ذلك ودرجتها من القطعيّة والظنّيّة ونحو ذلك ... فهذه أمور غير مستنكرة لأنّها لا تعارض في ذاتها حقّا متّفقا عليه، فهي ممّا يُستفاد منه ...
وأمّا مبحث القيم فهو يتناول قضايا الأخلاق والمُثل العليا والسلوك الإنسانيّ وهو ما يسمّيه "كانط" بالعقل العملي مع مباحث فرعية في ذلك كمبحث الجمال والخير والحقّ ونحو ذلك ... فهذا البحث فيه بمجرّد العقل ـ مع قصوره في معرفة تفاصيل الحُسن والقبح ـ ممّا يولّد تخرّصات وأوهامًا وآراءً لا تنضبط إلّا بالوحي، وأمّا بدون وحي يرشد إلى الصّواب في التّفاصيل فهو كالمبحث الأوّل لقصور العقل وعدم إدراكه لأكثر من مجمل حُسن الحسن وقبح القبيح في هذا.
ج / الفلسفة = بحث في محاور ثلاثة بمجرّد العقل، والمحاور هي : الكون والمعرفة والقِـيَـم ؛
أمّا البحث في الكون وما يتبعه من النّظر في التّكوين والمكوّن وهو الخالق تعالى والبحث في علّة الوجود ومبدئه ومنهاه ونحو ذلك من المسائل الغيبيّة؛ فهذا فيه حقّ قليل وكثير من الباطل؛ لأنّ أكثر المبحث الغيبيّ والميتافيزيقا = ممّا يتوقف فيه العقل قبل ورود النّقل، فإنّ العقل يسلّم قبل النّقل بكلّيّات من الأمور مثل وجوب وجود الخالق لما يراه ويجده من الخلق ووجوب اتّصاف هذا الخالق بصفات الكمال المطلق مثل القدرة والعلم والعدل والحكمة ونحو ذلك ووجوب تنزّهه عن صفات النّقص والحدوث وكذا العبث والظّلم ونحو ذلك من معان هي مجملة فيضلّ كثير من الفلاسفة فيها لمحاولتهم البحث في تفاصيلها بمجرّد العقول القاصرة، وربّما عارضوا المجملات القطعيّة الّتي يتّفق عليها العقلاء بالّذي يتوصّلون إليه من الأوهام والنّظريّات الباطلة في مجمل البحث وتفاصيله حتّى يصل الأمر بكثير منهم إلى الإلحاد والزّندقة، وإنّما الطّريق العقليّ الصّحيح لمعرفة التّفاصيل الغيبيّة هو نظر العقل في دلائل صحّة الرّسالة وبراهين صدق الرّسل ثمّ تصديقهم فيما أخبروا به من التّفاصيل أيضًا، وهي من طريقهم لا تأتي قطّ معارضة لما يقطع به العقل فيكون ذلك دليلاً آخر على صدقهم.
وأمّا البحث في المعرفة فهو البحث في العلوم الإنسانيّة وطرق تحصيلها وإدراكها بالعقل والحسّ والتّجربة ونحو ذلك وصفتها من الكلّيّة والجزئيّة ونحو ذلك ودرجتها من القطعيّة والظنّيّة ونحو ذلك ... فهذه أمور غير مستنكرة لأنّها لا تعارض في ذاتها حقّا متّفقا عليه، فهي ممّا يُستفاد منه ...
وأمّا مبحث القيم فهو يتناول قضايا الأخلاق والمُثل العليا والسلوك الإنسانيّ وهو ما يسمّيه "كانط" بالعقل العملي مع مباحث فرعية في ذلك كمبحث الجمال والخير والحقّ ونحو ذلك ... فهذا البحث فيه بمجرّد العقل ـ مع قصوره في معرفة تفاصيل الحُسن والقبح ـ ممّا يولّد تخرّصات وأوهامًا وآراءً لا تنضبط إلّا بالوحي، وأمّا بدون وحي يرشد إلى الصّواب في التّفاصيل فهو كالمبحث الأوّل لقصور العقل وعدم إدراكه لأكثر من مجمل حُسن الحسن وقبح القبيح في هذا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق