- Unknown
- 4:41 ص
- ISLAM
- لاتوجد تعليقات
الحمد لله ربِّ العالمين حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، أمَّا بعد؛
الخطبة الأولى:
أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله حق التقوى.
معاشر المسلمين، مع دورة الأفلاك وتعاقب الليل والنهار وانصرام الشهر بعد الشهر ومجيء العام بعد العام، وعلى مشارف عام ينتهي وإطلالة عام يبتدي لا بد للإنسان أن يرجع إلى نفسه فيقف معها ويتأمّل فيما يصلحها وما يضرها؛ فنهاية عام يعني أن الله متع ابن آدم فيه ما يزيد على ثمانية آلاف وخمسمائة ساعة، وكم في هذه الساعات من نبضات قلب ما كان له أن يعيش لو أن الله أوقفها لحظة من الزمن، وكم صعد خلال هذه المدة من نفَس ما كان للإنسان أن يعيش لو كتمه الله لحظة من الزمن.
عام يمضي يعني امتلاء السجلات بما كسبت يداك وسطّره الكرام الكاتبون لك أو عليك، وغدًا سيكشف عن المخبوء وتبلَى السرائر، فأعدّ للسؤال جوابًا، وللجواب صوابًا، ومن كان مقصّرًا فليستعتِب، ومن كان محسنًا فليزدَد، وعليكم بالثبات على دين الله تعالى، الثباتَ الثباتَ، حاسبوا أنفسكم عليه في ختام العام حتى تلقوا ربكم غيرَ مبدّلين ولا مغيّرين، يقول رسول الهدى: ((بادِروا بالأعمال فتنًا كقِطَع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا)) رواه مسلم.
إخوة الإسلام، نحن في حاجة اليوم إلى فقهِ الثبات على دين الله - تعالى -أكثر من أيّ فترة مضت، أفواج المنحدرين قد كثرت، ومزامير الشياطين قد علت، والأطباق في كثير من البيوت قد تمكنت.
ما أوضاع المسلمين اليوم؟ وما أنواع الفتن والمغريات التي بنارها يكتوون وأصناف الشهوات والشبهات التي بسببها أضحى الدين غريبًا فنال المتمسكون به مثلاً عجيبًا ((القابض على دينه كالقابض على الجمر))؟
ولا شك عند كل ذي لبّ أن حاجةَ المسلمِ اليومَ لفقه الثبات أعظمُ من حاجة أخيه أيام السلف، والجهد المطلوب لتحقيقه أكبر من أي وقت مضى؛ وما ذاك إلا لفساد الزمان وندرة الإخوان وضعف المعين وكيد الفاجر مع قلة الناصر، ولقد كثرت حوادث النكوص على الأعقاب والانتكاسات إلى الوراء والانحدار إلى الفساد؛ مما يحمل المسلمَ على الخوف من أمثال تلك المصائر، ويتلمس أمورًا يتحصّن بها، فلقد عشنا سنين متطاولةً في هذه البلاد المباركة ونحن في معزل عن كثير من الفتن، وكان يتقاطر علينا الفساد من بعض الجوانب، ولكنه انهمر اليوم، يمطر بيوتًا كثيرة بوابله المشين، حتى تغيرت بيوتٌ وانتكست فطرٌ؛ فساء مطر المنذرين، وألفَت الفتنُ أمةً لم تتحصّن كثيرًا بالثبات وفقهه، وألفتِ الفتنُ بعضًا من القوم لم يتركوا الفساد رغبةً مجردة فيما عند الله، وإنما لأنه لم يتوفّر لهم، فلما كان الخيار لهم بين طريقين واضحَين متاحين إذا هم لا يمتنعون من الانزلاق، ولا يردّون يد لامس، بل يستبيحون محارمَ الله بأدنى الحيل.
نعم إخوة الإسلام، حُذِّرنا من هذه الفتن، وبُيّنَت لنا حرمتها، ولم تزدد إلا سوءً، ومع ذلك كثير من الناس ثبتوا زمنًا ثم استباحوا محارم الله بالأهواء والحيل، فلم يكن البعض في سبيل الثبات بأقوياء، ولا في سبيل الأمانة على الأهل والذاريات بأوفياء.
ومن رحمة الله -عز وجل- بنا أن بين لنا في كتابه وعلى لسان نبيه وفي سيرته وسائلَ كثيرةً للثبات، يلجأ إليها المسلم في مثل هذا الزمان، ويستعين بها حتى يلقى الرحمن، ومن أبرزها أثرًا وأكثرها نفعًا لدين المرء ما يحصل له من الأثر الجميل إذا أقبل على كتاب الله - تعالى -، فالقرآن هو وسيلة الثبات الأولى، وهو حبل الله المتين والنور المبين، من تمسّك به عصمه الله، ومن اتّبعه أنجاه الله، ومن دعا إليه هُدِي إلى صراط مستقيم، ولقد نصّ الله على أنّ الغاية التي من أجلها أنزل هذا الكتاب منجّمًا مفصّلاً هي التثبيت، فقال تعالى في معرض الردّ على شُبه الكفار: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءانُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) [الفرقان: 32، 33]، لقد كان القرآن مصدَرًا للتثبيت؛ لأنه يزرع الإيمان ويزكي النفس بالصلة بالله، ولأن تلك الآيات تتنزل بردًا وسلامًا على قلب المؤمن، فلا تعصف به رياح الفتنة، ويطمئن قلبه بذكر الله، ولأنّ القرآن يزوّد المسلم بالتصوّرات والقيم الصحيحة التي يستطيع من خلالها أن يُقوِّم الأوضاع من حوله، وكذا الموازين التي تهيّئُ له الحكم على الأمور فلا يضطرب حكمه ولا تتناقض أقواله باختلاف الأحداث والأشخاص.
ومن هنا نستطيع أن ندرك الفرق بين الذين ربطوا حياتهم بالقرآن وأقبلوا عليه تلاوة وحفظًا وتفسيرًا وتدبرًا ومنه ينطلقون وإليه يفيئون وبين من جعلوا كلام البشر جلّ همهم وشغلهم الشاغل، ويا ليت الذين يطلبون العلم يجعلون للقرآن وتفسيره نصيبًا كبيرًا من طلبهم، فوالله سيجدون أثره صلاحًا في أعمالهم وثباتًا في قلوبهم.
ومن وسائل الثبات على دين الله ما يحصل للمرء من التزام شرع الله والعمل الصالح، فمن يلتزم شرع الله يثبته الله، يقول المولى جل وعز في كتابه: (يُثَبّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِى الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء) [إبراهيم: 27]، قال قتادة: "أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح، وفي الآخرة في القبر"، وكذا روي عن غير واحد من السلف، وقال سبحانه: (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا) [النساء: 66]، أي: تثبيتًا على الحق والصراط المستقيم في وقت الفتن، وهذا بيّن ظاهر البيان، وإلا فهل نتوقع ثباتًا على الدين من الكسالى القاعدين عن صلاة الفجر وعن الأعمال الصالحة؟! إن هؤلاء هم المسارعون في الفتن إذا ادلهمت، وهم حطبها إذا اتَّقدت، ولكن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم صراطًا مستقيما، ولذلك كان يثابر على الأعمال الصالحة، وكان أحب العمل إليه أدومه وإن قل، وكان أصحابه إذا عملوا عملاً أثبتوه، وكانت عائشة - رضي الله عنها - إذا عملت العمل لزمته.
ومن صفات عباد الله المؤمنين أنهم يتوجّهون إلى الله بالدعاء أن يثبّتهم، ويذكرون الله كثيرًا، وهذان الأمران: الدعاء وذكر الله من الوسائل العظيمة في ثبات المسلم، ولقد حكى لنا القرآن دعاء المؤمنين مغريًا بالاقتداء بهم أنهم يقولون: (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) [آل عمران: 8] (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا) [البقرة: 250]. ولما كانت قلوب بني آدم كلُّها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء كان رسول الله يكثر أن يقول: ((يا مقلب القلوب، ثبّت قلبي على دينك)) رواه الترمذي عن أنس وصححه الألباني. وتأمل في هذا الاقتران بين الأمرين في قوله - عز وجل -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأنفال: 45]، فجعل ذكر الله من أعظم ما يعين على الثبات في الجهاد، وهل ثبت يوسف - عليه السلام - في محنته أمام امرأةٍ ذات منصبٍ وجمالٍ إلا بالذكر والدعاء (قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبّى أَحْسَنَ مَثْوَاى) [يوسف: 23] وهذه استعاذة وذكر، وقال - عليه السلام -: (رَبِّ السّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا يَدْعُونَنِى إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنّى كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مّنَ الْجَاهِلِينَ) [يوسف: 33] وهذا دعاء، قال تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [يوسف: 34]، لقد تكسرت أمواج جنود الشهوات على أسوار حصنه، وهو الذكر والدعاء، وكذا تكون فاعلية الأدعية والأذكار في تثبيت قلوب المؤمنين.
إخوة الإسلام، ومن أعظم وسائل الثبات أن يتلقى المسلمُ تربية إيمانية وعلمية واعية، وهل كان مصدر ثبات صحابة النبي في مكة إلا بهذه التربية الواعية؟! كيف ثبت بلال وخباب ومصعب وآل ياسر وغيرُهم من المستضعفين، وحتى كبارُ الصحابة في حصار الشعب وغيره؟! وهل يمكن أن يكون ثباتهم بغير تربية عميقة من مشكاة النبوة صقلت شخصياتهم؟! لا شك أن هنالك تربية عميقة من لدن رسول الهدى محمد.
معاشر المسلمين، وبعض الناس يشعره الشيطان بأنه يسبح ضدّ التيار، وأن الناس كلَّهم هكذا، ولا بد من الاندماج في المجتمع ومواكبة العصر وغير ذلك من الحجج التي لا تعارض بينها وبين الثبات، ولكن الأفهام تختلف، ولهؤلاء نقول: إن الصراط المستقيم الذي تسلكه ـ يا أخي ـ ليس جديدًا، ولا وليد قرنك وزمانك، وإنما هو طريق عتيق قد سار فيه مِن قبلِك الأنبياءُ والصديقون والعلماء والشهداء والصالحون، فإذا عرفت ذلك فهل تشعر بالغربة مع هؤلاء؟! وهل تستوحش في طريق سلكه الأنبياء؟!
فيا أخي أزل غربتك، وبدّل وحشتك، وما يضرّك من فساد زمانك إذا وثقت بطريقك أنها موصله، وأنها صراط الذين أنعم الله عليهم، وهؤلاء كلهم إخوة لك في الطريق والمنهج، فقرَّ عينًا وطب نفسًا، فوالله إن قلة السالكين معك اليوم يدلّ على اصطفائك لا على أخطائك، والله كما يصطفي أنبياءه يصطفي أولياءه، فبدّل شعورك بالغربة شعورًا بالاصطفاء، قال الله -عز وجل-: (قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى) [النمل: 59] وقال: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) [فاطر: 32]. ماذا يكون شعورك لو أن الله خلقك جمادًا أو دابة أو كافرًا ملحدًا أو داعيًا إلى بدعة أو فاسقًا أو مسلمًا غير معتزّ بإسلامه وغير ذلك؟! فإذ لم تكن واحدًا من هؤلاء ألا تشعر أنك مصطفى؟! ألا ترى أن شعورك باصطفاء الله لك يزيل عنك كثيرًا من الغربة ويزيدك ثباتًا على منهجك وطريقك؟! بلى هو كذلك.
ثبتك الله وسدّدك، وألهمك رشدَك ووفّقك.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
أما بعد: فيا عباد الله، النفس إن لم تتحرّك تأسن، وإن لم تنطلق تتعفّن، ومن أعظم مجالات انطلاق النفس الدعوة إلى الله، فهي وظيفة الرسل ومجال إبراز الطاقات وإنجاز المهمات، والدعوة بالإضافة لما فيها من الأجر العظيم هي وسيلة من وسائل الثبات والحماية من التراجع والتقهقر؛ لأن الذي يُهاجِم لا يحتاج للدفاع، والله مع الدعاة يثبتهم ويسدد خطاهم.
معاشر المسلمين، يقول: ((إن من الناس ناسًا مفاتيح للخير مغاليق للشر)) رواه ابن ماجه وحسنه الألباني، وهؤلاء صحبتهم والبحث عنهم من أعظم وسائل الثبات، ابحث عن العلماء والصالحين والدعاة المؤمنين، وقد حدثت في التاريخ الإسلامي فتن ثبت الله فيها المسلمين برجال، ومن ذلك ما قاله علي بن المديني - رحمه الله تعالى -: "أعزّ الله الدين بالصدِّيق يوم الردّة وبأحمد يومَ المحنة". وهنا تبرز الأخوّة الإسلامية كمصدر أساسي للتثبيت، فإخوانك الصالحون، هم مُعين كبير لك في الطريق، وهم ركن شديد تأوي إليه؛ فيثبتونك بما معهم من آيات الله والحكمة. الزمهم وعش في أكنافهم، وإياك والوحدة فتتخطفك الشياطين، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
معاشر المسلمين، قد ينزلق البعض في الفساد بسبب الإعجاب والاغترار بما يتظاهر به أهل الباطل، ولقد حذر الله من هذا وحثّ المؤمنين على استبانة سبيل المجرمين فقال تعالى: (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلَادِ) [آل عمران: 196]، وفي هذا تسرية عن المؤمنين وتثبيت لهم، وفي قوله -عز وجل-: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء) [الرعد: 17] عبرة لأولي الألباب في عدم الخوف من الباطل والاستسلام له، ومن طريقة القرآن فضح أهل الباطل وتعرية أهدافهم ووسائلهم قال تعالى: (وَكَذَلِكَ نفَصّلُ الآيَـاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) [الأنعام: 55]، حتى لا يؤخذ المسلمون على حين غرة، وحتى يعرفوا من أين يؤتى الإسلام، ومن هذا الباب ما يقوم به الدعاة من كشف خطط المفسدين والمنافقين وغيرهم لاستبانة سبيلهم ومعرفة حالهم وأنها لا تستحقّ الاغترار بها أو الإعجاب.
إخوة الإسلام، ومهما يكن من الوسائل المعينة على الثبات فإنه لا محيص من استجماع الأخلاق المعينة على الثبات وعلى رأسها الصبر، لا يمكن أن تفعل شيئًا من الوسائل إذا لم تكن صابرًا، وفي الحديث قال: ((وما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر)) رواه البخاري ومسلم.
وبعد: إخوة الإسلام، فإن الثبات على دين الله مطلب عزيز ومرتقى صعب، لا يتجاوزه إلا المخفّون من الذنوب والموفّقون من عباد الله، فاجعل من محاسبتك لنفسك هذا العام أن تتفقّد ثباتك على الطريق الذي تحبّ أن تلقى الله عليه، تفقّد ثباتك على الطريق الذي تحبّ أن تختم حياتك به، فما أكثر الصالحين المتنسكين في المواسم، وما أقلّ الثابتين على الخير، وما عساك تستفيد من عمل سبق أن عملته ولكنك طمسته؟! وما نَفْعُك من خير عملته يومًا وتركته دهرًا إلا نفع قليل؟! وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل.
أيها المسلمون، تذكّروا أن عامًا بأكمله سيجري الله فيه ما يشاء من الأحداث، ويقدّر فيه ما يشاء من الأرزاق، ألا فاسألوا ربكم من خير هذا العام، واستعيذوا به من شروره وفتنه، فلا يردّ القضاء إلا الدعاء، وكم من فتنة حصلت، وكم من أمراضٍ ومصائبَ وشرورٍ حدثت في العام المنصرم، فإذا سلمكم الله منها فيما مضى فاسألوه أن يحفظكم منها ويعيذكم من شرورها فيما تستقبلون من عامكم الجديد.
وإنكم في هذا الأسبوع تستقبلون شهر الله المحرم، وهو إضافة على كونه محرمًا فله مزيّة أخرى وهي فضل صومه قال: ((أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل)) رواه مسلم.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق