- Unknown
- 3:31 م
- News
- لاتوجد تعليقات
السلام عليكم و رحمة الله
أهلاً بكم أعضاء و رواد منتدى مطبوعات وصحافة وإعلام
أتيتكم اليوم بهذا الموضوع أتمنى الاستفادة للجميع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خالد بن عبدالعزيز العتيبي
الجانب المضيء في هبوط أسعار النفط على المدى البعيد هو أن هناك فوائد عظيمة جداً لا يدركها إلا من تبصر في أن للمملكة ثروة نفطية لا بد من حمايتها، وهذه الحماية سيكون لها كُلفتها، وسيكون لها آثار غير إيجابية في الوقت الحالي والوقت القصير القادم، لكنه في المستقبل القريب سيدرك الجميع أن تلك الحماية كانت نافعة جداً لحماية هذه السلعة المهمة، ليطابق ذلك المثل الدارج أن رب ضارة نافعة.
هذا الضرر من تراجع الأسعار لأسباب زيادة المعروض وضعف الطلب العالمي، هو ضرر شمل منتجي النفط بما فيهم المملكة، لكن جوانبه الإيجابية ستظهر مستقبلاً، فهو في رأيي مفيد في المستقبل لجميع المنتجين، وقد جاءت الظروف الصعبة من ضعف الطلب والتباطؤ العالمي مؤثرة على الأسعار بصورة عامة، ولن يفيد معها أي تخفيض مستقبلي في الإنتاج كما يتصور البعض، فحين يقل عدد منتجي النفط الصخري ويبدءون في الاضمحلال شيئاً فشيئاً ستكون الموازين في صالح السوق النفطية العالمية.
فالمنافسة للنفط التقليدي لم تعد تجدي للمنتجين الصخريين، وفق الأسعار الحالية وهو ما يرونه حالياً بتراجع استثماراتهم ووقف نشاطاتهم وما يحدث حالياً هو تراجع المنتجين وخروج كثيرين، وسيزدهر الطلب على النفط وترتفع أسعاره مرة أخرى بخروج المزيد منهم، لكنه حتماً لن يصعد بالقدر الكبير الذي يشجع على التفكير ببدائله.
أثناء أزمة النفط عام 1986 وهو العام الذي تدنى فيه الى مادون العشرة دولارات، كنت في الولايات المتحدة وقتها، ووقع تحت يدي عدد جديد آنذاك من مجلة النيوزويك بغلاف مثير يحوي رسماً كاريكاتورياً لبراميل نفط وقد كتب عليهما بالخط العريض Bad News)- (Good News،وهما جملتان لهما أهميتهما تتحدثان عن انخفاض أسعار النفط كواحد من الأخبار السارة والأخبار السيئة في آن واحد، فالتقرير كان يتحدث عن أن شراءه بالسعر الرخيص سيكون ساراً جداً، لكن الاعتماد عليه سيعطل من اكتشاف بدائله هو الأمر السيئ، وأتذكر أن تكلفة استخراج النفط على المنتجين الرئيسيين لا تقارن بالوقت الحالي وقد كانت أرخص بكثير وتتراوح على الدول المنتجة ولا تقارن بالوقت الحالي.
أعود لما كان يركز عليه موضوع المجلة الأمريكية الشهيرة ذائعة الصيت في العالم، وهو أن التكلفة التي يتم فيها شراء النفط ستعطل من الجهود الرامية في إيجاد البدائل التي ستغني عنه في وقت من الأوقات، وسيحد ذلك أيضاً من الجهود التي تسعى إلى إنتاجه، وسيأتي اليوم الذي يزداد الطلب عليه وترتفع أسعاره بمقدار كبير، وبالفعل توقف إنتاج حقول النفط التقليدي في الولايات المتحدة في ذلك الوقت بسبب ارتفاع كلفة استخراجه آنذاك رغم أنها كانت أقل بكثير عن الكلفة في الوقت الحالي،ولم يظهر في ذلك الوقت أي تفكير في النفط الصخري.
المهم، أن تنبؤات المجلة على مدى المستقبل البعيد تحققت، وقفز سعر النفط في عام 2008 الى ما فوق ال 140دولاراً، وهو الأمر الذي كان له أثره في الحث على استخدام التكنولوجيا وتكثيف الأبحاث لاكتشاف البديل، ليتم التوصل في عام 2008م إلى التفكير باستخدام النفط الصخري؛ بحيث يمكن من تعزيز استخداماته ليكون وقود تدفئة، ومن ثم تعزيز الاستثمارات فيه لرفع كميات الإنتاج لهذا النوع من النفط لتتعدد بالتالي استخداماته كوقود، وقد تواصل الدعم للشركات التي تستخرجه وتزيد إنتاجها منه إلى أن بلغ الإنتاج ذروته في عام 2012، مما دفع الرئيس الأمريكي باراك اوباما أن يعلن قبل بدء عام 2013م بأسابيع قليلة من أن الولايات المتحدة من خلال إنتاج النفط الصخري ستصبح أكبر منتج للنفط في العالم على مدى أربع سنوات، وهو ما تحقق حالياً.
وما يحدث الآن، أن تزايد النتاج النفط الصخري على نحو ضخم، كان له أثره في تدمير أسعار النفط التقليدي وإصابة السوق بتخمة المعروض من النفط التقليدي بعد الانصراف عنه، وضعف الطلب عليه وغيرها من العوامل التي لا تقف في صالحه، فالحرب التنافسية بلغت أوجها؛ بين النفط التقليدي الذي تدهورت أسعاره وستتدهور في الفترات القادمة بسبب ضعف الطلب والتخمة في المعروض وتباطؤ الاقتصاد العالمي، وبين النفط الصخري الذي ستتراجع استثماراته وسيقل إنتاجه بنسبة كبيرة جداً نظير تكلفة إنتاجه المرتفعة، وسيرجح ذلك من الخروج المكثف من الاستثمارات فيه مما يعيد التوازن ويرفع من فرص بقاء النفط التقليدي على توهجه وارتفاع الطلب عليه، وحتماً سيساهم ذلك في حفظ هذه الثروة التي أدعو الله أن يبارك لبلادنا بها.
*نقلاً عن صحيفة “الرياض”
الجانب المضيء في هبوط أسعار النفط على المدى البعيد هو أن هناك فوائد عظيمة جداً لا يدركها إلا من تبصر في أن للمملكة ثروة نفطية لا بد من حمايتها، وهذه الحماية سيكون لها كُلفتها، وسيكون لها آثار غير إيجابية في الوقت الحالي والوقت القصير القادم، لكنه في المستقبل القريب سيدرك الجميع أن تلك الحماية كانت نافعة جداً لحماية هذه السلعة المهمة، ليطابق ذلك المثل الدارج أن رب ضارة نافعة.
هذا الضرر من تراجع الأسعار لأسباب زيادة المعروض وضعف الطلب العالمي، هو ضرر شمل منتجي النفط بما فيهم المملكة، لكن جوانبه الإيجابية ستظهر مستقبلاً، فهو في رأيي مفيد في المستقبل لجميع المنتجين، وقد جاءت الظروف الصعبة من ضعف الطلب والتباطؤ العالمي مؤثرة على الأسعار بصورة عامة، ولن يفيد معها أي تخفيض مستقبلي في الإنتاج كما يتصور البعض، فحين يقل عدد منتجي النفط الصخري ويبدءون في الاضمحلال شيئاً فشيئاً ستكون الموازين في صالح السوق النفطية العالمية.
فالمنافسة للنفط التقليدي لم تعد تجدي للمنتجين الصخريين، وفق الأسعار الحالية وهو ما يرونه حالياً بتراجع استثماراتهم ووقف نشاطاتهم وما يحدث حالياً هو تراجع المنتجين وخروج كثيرين، وسيزدهر الطلب على النفط وترتفع أسعاره مرة أخرى بخروج المزيد منهم، لكنه حتماً لن يصعد بالقدر الكبير الذي يشجع على التفكير ببدائله.
أثناء أزمة النفط عام 1986 وهو العام الذي تدنى فيه الى مادون العشرة دولارات، كنت في الولايات المتحدة وقتها، ووقع تحت يدي عدد جديد آنذاك من مجلة النيوزويك بغلاف مثير يحوي رسماً كاريكاتورياً لبراميل نفط وقد كتب عليهما بالخط العريض Bad News)- (Good News،وهما جملتان لهما أهميتهما تتحدثان عن انخفاض أسعار النفط كواحد من الأخبار السارة والأخبار السيئة في آن واحد، فالتقرير كان يتحدث عن أن شراءه بالسعر الرخيص سيكون ساراً جداً، لكن الاعتماد عليه سيعطل من اكتشاف بدائله هو الأمر السيئ، وأتذكر أن تكلفة استخراج النفط على المنتجين الرئيسيين لا تقارن بالوقت الحالي وقد كانت أرخص بكثير وتتراوح على الدول المنتجة ولا تقارن بالوقت الحالي.
أعود لما كان يركز عليه موضوع المجلة الأمريكية الشهيرة ذائعة الصيت في العالم، وهو أن التكلفة التي يتم فيها شراء النفط ستعطل من الجهود الرامية في إيجاد البدائل التي ستغني عنه في وقت من الأوقات، وسيحد ذلك أيضاً من الجهود التي تسعى إلى إنتاجه، وسيأتي اليوم الذي يزداد الطلب عليه وترتفع أسعاره بمقدار كبير، وبالفعل توقف إنتاج حقول النفط التقليدي في الولايات المتحدة في ذلك الوقت بسبب ارتفاع كلفة استخراجه آنذاك رغم أنها كانت أقل بكثير عن الكلفة في الوقت الحالي،ولم يظهر في ذلك الوقت أي تفكير في النفط الصخري.
المهم، أن تنبؤات المجلة على مدى المستقبل البعيد تحققت، وقفز سعر النفط في عام 2008 الى ما فوق ال 140دولاراً، وهو الأمر الذي كان له أثره في الحث على استخدام التكنولوجيا وتكثيف الأبحاث لاكتشاف البديل، ليتم التوصل في عام 2008م إلى التفكير باستخدام النفط الصخري؛ بحيث يمكن من تعزيز استخداماته ليكون وقود تدفئة، ومن ثم تعزيز الاستثمارات فيه لرفع كميات الإنتاج لهذا النوع من النفط لتتعدد بالتالي استخداماته كوقود، وقد تواصل الدعم للشركات التي تستخرجه وتزيد إنتاجها منه إلى أن بلغ الإنتاج ذروته في عام 2012، مما دفع الرئيس الأمريكي باراك اوباما أن يعلن قبل بدء عام 2013م بأسابيع قليلة من أن الولايات المتحدة من خلال إنتاج النفط الصخري ستصبح أكبر منتج للنفط في العالم على مدى أربع سنوات، وهو ما تحقق حالياً.
وما يحدث الآن، أن تزايد النتاج النفط الصخري على نحو ضخم، كان له أثره في تدمير أسعار النفط التقليدي وإصابة السوق بتخمة المعروض من النفط التقليدي بعد الانصراف عنه، وضعف الطلب عليه وغيرها من العوامل التي لا تقف في صالحه، فالحرب التنافسية بلغت أوجها؛ بين النفط التقليدي الذي تدهورت أسعاره وستتدهور في الفترات القادمة بسبب ضعف الطلب والتخمة في المعروض وتباطؤ الاقتصاد العالمي، وبين النفط الصخري الذي ستتراجع استثماراته وسيقل إنتاجه بنسبة كبيرة جداً نظير تكلفة إنتاجه المرتفعة، وسيرجح ذلك من الخروج المكثف من الاستثمارات فيه مما يعيد التوازن ويرفع من فرص بقاء النفط التقليدي على توهجه وارتفاع الطلب عليه، وحتماً سيساهم ذلك في حفظ هذه الثروة التي أدعو الله أن يبارك لبلادنا بها.
*نقلاً عن صحيفة “الرياض”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق