- Unknown
- 1:22 م
- News
- لاتوجد تعليقات
عمار البلتاجي
حين أقول أن أسماء عاشت عمراً عريضاً .. أعني ما أقول بدقة .. وأستعير فكرة الأستاذ الأنصاري -الذي كانت تداوم على سماعه يومياً أثناء الذهاب والعودة من المدرسة- في فلسفة العمر .. إذ يعتبره حقيقة نسبية لا طول فيها ولا قصر أو هو قصير لأن كل محدود قصير ومنتهي ..
لذا فالاعتبار في العمر بالعرض والسعة .. والسعة مفتوحة إلى ما لا نهاية .. لأن في السعة تجاوز الأعمال للأفكار والعقائد .. وهي أعرض من عمر الانسان وحتى من عمر الأمم ..
أعرف هذه الفتاة منذ كانت وليدة فطفلة فرضيعة فصبية .. كان عمرها عريضاً حقاً .. أعرف من صلاحها وتقواها وحيائها وزهدها ما لا ينتبه له سواي ربما .. كنت أستيقظ في منتصف الليل فأراها تطيل السجود .. آتيها بالإفطار صباحاً فتتعلل وتتبرر ولا تبوح بكونها صائمة ، تحضر محاضرة معرفية لأستاذ كبير أكبر من والدي فتنظر لدفترها طيلة المحاضرة حياءً وجلالاً لم أره قط .. أرقبها من قريب وأبتسم .. تقرأ بالعربية والانجليزية في الأدب والاجتماع والفلسفة والسياسة والتربية والتاريخ والتراث والفقه .. وتستوعب ما تقرأ بذكاء وألمعية يكاد يستحيل أن يجتمع لمن في عمرها .. تستوعب دروسها بيسر فلا تكون أبداً غير الأولى في كل مراحلها الدراسية .. تبر والديها وتعين أخوتها وتبش في وجه الجميع وتعرف لأقربائها وصديقاتها قدرهم وتكرمهم وتودهم .. كان لأسماء زهراواتها ومريداتها في الجوامع .. حفظت القرآن على يد شيخ ثم حفظته وحدها في تجربة فريدة .. عملت في الدعوة وفي الاغاثة وفي السياسة بهدوء ورزانة ورجاحة عقل وسلامة طوية وحركة دائبة .. يوماً ما أوصلتها من درس الخط العربي في الأزهر للقاء صديقاتها في مناقشة سياسية ثم موعد لمناقشة أحوال اللاجئين السوريين في مصر ثم عودة للبيت ومشاركة في كل أعماله وقراءة حتى الصباح ! ..
عاشت أسماء عمراً عريضاً جداً .. وأنا أشهد لها بذلك .. لهذا أستبدلت الوجع والألم بالغبطة والفرحة .. وأحسب أن الله نوّلها منزلة كانت تدعوا بها .. وأجاب دعائها بالشهادة .. نحن شهود الله في أرضه .. وما شهدنا إلا بما علمنا .. والحمد لله ..
حين أقول أن أسماء عاشت عمراً عريضاً .. أعني ما أقول بدقة .. وأستعير فكرة الأستاذ الأنصاري -الذي كانت تداوم على سماعه يومياً أثناء الذهاب والعودة من المدرسة- في فلسفة العمر .. إذ يعتبره حقيقة نسبية لا طول فيها ولا قصر أو هو قصير لأن كل محدود قصير ومنتهي ..
لذا فالاعتبار في العمر بالعرض والسعة .. والسعة مفتوحة إلى ما لا نهاية .. لأن في السعة تجاوز الأعمال للأفكار والعقائد .. وهي أعرض من عمر الانسان وحتى من عمر الأمم ..
أعرف هذه الفتاة منذ كانت وليدة فطفلة فرضيعة فصبية .. كان عمرها عريضاً حقاً .. أعرف من صلاحها وتقواها وحيائها وزهدها ما لا ينتبه له سواي ربما .. كنت أستيقظ في منتصف الليل فأراها تطيل السجود .. آتيها بالإفطار صباحاً فتتعلل وتتبرر ولا تبوح بكونها صائمة ، تحضر محاضرة معرفية لأستاذ كبير أكبر من والدي فتنظر لدفترها طيلة المحاضرة حياءً وجلالاً لم أره قط .. أرقبها من قريب وأبتسم .. تقرأ بالعربية والانجليزية في الأدب والاجتماع والفلسفة والسياسة والتربية والتاريخ والتراث والفقه .. وتستوعب ما تقرأ بذكاء وألمعية يكاد يستحيل أن يجتمع لمن في عمرها .. تستوعب دروسها بيسر فلا تكون أبداً غير الأولى في كل مراحلها الدراسية .. تبر والديها وتعين أخوتها وتبش في وجه الجميع وتعرف لأقربائها وصديقاتها قدرهم وتكرمهم وتودهم .. كان لأسماء زهراواتها ومريداتها في الجوامع .. حفظت القرآن على يد شيخ ثم حفظته وحدها في تجربة فريدة .. عملت في الدعوة وفي الاغاثة وفي السياسة بهدوء ورزانة ورجاحة عقل وسلامة طوية وحركة دائبة .. يوماً ما أوصلتها من درس الخط العربي في الأزهر للقاء صديقاتها في مناقشة سياسية ثم موعد لمناقشة أحوال اللاجئين السوريين في مصر ثم عودة للبيت ومشاركة في كل أعماله وقراءة حتى الصباح ! ..
عاشت أسماء عمراً عريضاً جداً .. وأنا أشهد لها بذلك .. لهذا أستبدلت الوجع والألم بالغبطة والفرحة .. وأحسب أن الله نوّلها منزلة كانت تدعوا بها .. وأجاب دعائها بالشهادة .. نحن شهود الله في أرضه .. وما شهدنا إلا بما علمنا .. والحمد لله ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق