- Unknown
- 6:31 م
- ISLAM
- لاتوجد تعليقات
شهر شعبان
ما صح فيه من العبادات، وما ابتدع
عن عائشة رضي الله عنها قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر ويفطر حتى نقول: لا يصوم. وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان. وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان" رواه البخاري ومسلم وأبو داود. وفي الباب غير ذلك عند البخاري ومسلم وغيرهما مما يفيد أن صيام أكثر شعبان من القرب المحبوبة إلى الله، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد ورد في فضل شعبان غير ذلك أحاديث واهية وموضوعة، لا يصح الاعتماد عليها ولا ينبغي العمل بمثلها للمسلم الذي يحرص أن تكون عبادته على أساس صحيح وبناء سليم أما الجهلة والمتهاونون في دينهم فإنهم يفرحون بكل بارقة وإن كانت خلبا، ويطيرون بكل قول وإن كان هباء؛ ومن ذلك ما يطنطنون به من أحاديث ليلة النصف من شعبان وسترى أنها ضعيفة واهية، وأكثرها بيِّن فيه الكذب والافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي لذلك شرع جديد، وقول على الله بلا علم، وهي على الصورة التي يعملها العامة وأشباههم من المنتسبين إلى العلم زوراً في اجتماعهم ودعائهم هذا الدعاء الباطل المعروف من عمل الشيطان الذي يأمر به حزبه فإنه يأمرهم بالسوء والفحشاء وأن يقولوا على الله ما لا يعلمون أما حديث "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر لي فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر" فقد رواه ابن ماجه من حديث أبي بسرة، وقد قال فيه أحمد وابن معين يضع الحديث، وضعفه العراقي، وقال الزبيدي شارح الإحياء: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، وذكر زيادة له في الحديث؛ ثم قال: وفي إحياء ليلة النصف أحاديث وردت من طرق. ا هـ.
وروى ابن ماجه بسنده أنه صلى الله عليه وسلم قال "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" وفيه ضعيف ومدلس كذا في الحاشية.
وروى ابن ماجه والترمذي عن عائشة قالت: "فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت في طلبه فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء فقال: يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله، قالت قلت وما بي ذلك؛ ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك؛ فقال: إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب" وهي قبيلة معروفة، قال الترمذي: حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج، وسمعت محمداً (يعني البخاري) يضعف هذا الحديث، قال: وقال يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج بن أرطاة لم يسمع من يحيى بن أبي كثير.
وقال شارح سنن الترمذي الإمام بن العربي: ذكر أبو عيسى في ذلك حديث الحجاج ابن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير عن عروة، وطعن فيه البخاري من وجهين، أحدهما أن الحجاج لم يسمع من يحيى بن أبي كثير، ولا يحيى بن عروة، فالحديث مقطوع في موضعين، وأيضا فإن الحجاج ليس بحجة، وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يساوي سماعه ا هـ وقال في أسنى المطالب قال الدارقطني: إسناده مضطرب غير ثابت قال ابن دحية لم يصح في ليلة نصف شعبان شيء ولا نطق بالصلاة فيها ذو صدق من الرواة ولا أحدثه إلا متلاعب بالشريعة المحمدية راغب في زي المجوسية ا هـ.
"صلاة البراءة في شعبان أو صلاة الخير"
قال الفتني في التذكرة: ومما أحدث ليلة النصف الصلاة الألفية مائة ركعة بالإخلاص عشراً عشراً بالجماعة واهتموا بها أكثر من الجمع والأعياد، ولم يأت بها خبر ولا أثر إلا ضعيف وموضوع، ولا يغتر بذكر صاحب القوت والإحياء وغيرهما لها، ولا بذكر تفسير الثعلبي أنها ليلة القدر. وأول حدوث هذه الصلاة ببيت المقدس سنة 448 وقال زيد بن أسلم: ما أدركنا أحدا ًمن مشايخنا وفقهائنا يلتفتون إلى ليلة البراءة وفضلها على غيرها، وقال ابن دحية: أحاديث صلاة البراءة موضوعة؛ وواحد مقطوع، ومن عمل بخبر صح أنه كذب فهو من خدم الشيطان.
وقال شارح الإحياء:
وأما حديث صلاتها الذي أورده المصنف فقد أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات وساق جزءاً من لفظ الحديث بسنده؛ ثم قال: هذا حديث لا شك أنه موضوع ورواته مجاهيل وفيهم ضعفاء ا هـ.
"الصلاة ليلة النصف بنية طول العمر ودفع البلاء والغنى عن الناس"
يحتشد الناس وتزدحم المساجد في مغرب يوم النصف من شعبان لا للصلاة المفروضة بل للصلاة الباطلة التي لا يقصد بها وجه الله، ولا يراد بها طاعته واتباع شرعه، وإنما يقصدون بها الدنيا التي ألهتهم عن الآخرة؛ ويريدون بها متاعها القليل، فإنهم يصلونها بنية طول العمر، ودفع البلاء؛ والغنى عن الناس وحضور هؤلاء العوام والجهلة الذين لا يصلون طول السنة لله ركعة، ولا يعرفون الدين ولا القرآن ولا الإسلام، ولا ما جاء به دين الإسلام ونبي الإسلام؛ إنه والله لمن أكبر الفرص للخطباء لو كانوا يعلمون، فإنهم يمكنهم في هذا الوقت أن يبينوا لهم كل المنكرات والمخالفات التي هم فيها ساقطون، وفي بحارها غارقون، ولكن كيف وأكثر الأئمة أنفسهم بهذا المنكر راضون؛ ولهذا المحدث المستهجن يستحسنون؟
ألا فاعلموا أيها الناس أن الله لا يتقبل إلا من المتقين، وهم الذين يمتثلون أوامره، ويتجنبون نواهيه؛ ويتبعون رسوله الأمين؛ ولذا قال ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3] ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4] ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].
تعرّف أيها العاقل إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم "من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء" رواه الترمذي والحاكم وحسنه السيوطي في الجامع.
واعلم بأن الله تعالى قد كتب أجلك ورزقك وعملك قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكتب ذلك في صحيفتك الخاصة قبل أن ينفخ فيك الروح. فقد قال الله تعالى في سورة الحديد ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد: 22، 23] وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: حدثني الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم "أن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك؛ ثم يبعث الله ملكا ويؤمر بأربع كلمات. ويقال له: اكتب عمله، ورزقه؛ وأجله، وشقي أو سعيد" الحديث.
فاسع - أيها العبد - الناصح لنفسه إلى رزقك الذي كتب لك من طرقه الحلال المشروعة؛ وثق كل الثقة بأنك حاصل على ما قسم الله لك منه، ولست بخارج من الدنيا حتى تستوفى كل ما قسم الله لك، وإن حرصك وشرهك لا يزيد في رزقك مثقال ذرة ولا دونها ولا أكثرك منها. وأن أجلك إذا جاء لا تؤخر ساعة ولا تقدم؛ وأن كل ذلك عند ربك في كتاب ﴿ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴾ [طه: 52].
وأن أهم ما تحرص عليه أن تعمل في أجلك هذا بطاعة ربك على اتباع لهدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ودعك يا أخي من هوس الجاهلين وإضلال المضلين. فما كان ذلك الهوس من شأن سلفنا الصالحين، وعليك بالأدعية القرآنية، والنبوية الثابتة في كتب الحديث الصحيحة فإنها كافية شافية، وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الأمور محدثاتها أما الدعاء المشهور عند العامة "يا ذا المن" الخ فهو دعاء مكذوب على الدين باطل المعنى محرف للقرآن عن موضعه.
وأن الله تعالى يقول عن قضائه وحكمه (لا معقب لحكمه) أي لا نقض ولا تبديل لقضائه ولا تغيير لحكمه، فإن علمه سبحانه لا يتجدد، ولا يحدث له علم بشيء لم يكن يعلمه: حتى يتغير قضاؤه بسبب ذلك؛ تعالى الله عن هذا علواً كبيراً.
أما الآية التي حشرها الجاهل الضال مفترى هذا الدعاء فإنها من سورة الرعد ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ * يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 38، 39] وهي ظاهرة المعنى؛ واضحة في شأن الأنبياء ورسالاتهم وكتبهم: أنهم لا يجيئون من عند أنفسهم؛ ولا يتكلمون بهذه الكتب والديانات إلا بإذن ربهم، وأن الله قد جعل لكل رسالة من هذه الرسالات، ولكل شريعة من هذه الشرائع أجلا، ووقتاً تنتهي عنده، ثم ينسخها الله بشريعة أخرى، تقتضيها حالة البشر الاجتماعية والأخلاقية، في رقيهم وتقدمهم وحياتهم الجديدة، فيمحو الله تعالى من الرسالة المتقدمة ما يشاء مما لا يكون موافقاً لحال الأمة، ويثبت منها في الشريعة الجديدة ما يشاء مما يكون مناسباً. وكل هذه الشرائع والكتب بنصوصها التي نزلت بها عند الله تعالى في أم الكتاب الذي كتبه قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف عام كما في الحديث الصحيح.
وأنه لو تأمل العاقل ألفاظ هذا الدعاء المبتدع المفتري، وربط جمله ببعضها لتبين له التناقض فيه واضحاً؛ فإنه يقول: إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب الخ ثم يسوق الآية ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 39] أي التي لا محو فيها ولا تتغير، فأول الدعاء يقول؛ إن في أم الكتاب محواً وإثباتاً، وآخره يقول: ليس في أم الكتاب محو ولا تبديل. فهل هذا كلام يقوله عاقل، فضلا عن عالم؟
"قولهم: إن ليلة النصف من شعبان فيها يفرق كل أمر حكيم – لم يصح"
قال شارح الإحياء وقد قيل هذه الليلة هي التي قال الله ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4] وأنه ينسخ فيها أمر السنة وتدبير الأحكام إلى مثلها من قابل والله أعلم. قال والصحيح من ذلك عندي أنه في ليلة القدر وبذلك سميت لأن التنزيل يشهد بذلك، إذ في أول الآية ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3] ثم وصفها فقال ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4] فالقرآن إنما أنزل في ليلة القدر فكانت هذه الآية بهذا الوصف في هذه مواطئة لقوله تعالى ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1] ا هـ.
وقال الإمام الحافظ ابن كثير في تفسيره؛ يقول تعالى مخبراً عن القرآن العظيم أنه أنزله في ليلة مباركة وهي ليلة القدر كما قال عز وجل ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1] وكان ذلك في شهر رمضان كما قال تبارك وتعالى ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ ﴾ [البقرة: 185] قال، ومن قال أنها ليلة النصف من شعبان كما روى عن عكرمة فقد أبعد النجعة، فإن نص القرآن أنها في رمضان، والحديث المروي عن ابن الأخنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى أن الرجل لينكح ويولد له وقد أخرج اسمه في الموتى" فهو حديث مرسل، ومثله لا يعارض به النصوص ا هـ.
وقال ابن العربي في شرح الترمذي:
وقد ذكر بعض المفسرين أن قوله تعالى ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ﴾ أنها في ليلة النصف من شعبان، وهذا باطل، لأن الله لم ينزل القرآن في شعبان وإنما قال ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ﴾ أي في رمضان. قال تعالى ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ ﴾ فهذا كلام من تعدى على كتاب الله، ولم يبال ما تكلم به، ونحن نحذركم من ذلك فإنه قال أيضاً ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ وإنما تقرر الأمور للملائكة في ليلة القدر المباركة؛ لا في ليلة النصف من شعبان، وقد أولع الناس بها في أقطار الأرض ا هـ.
هذا – وقد امتلأت الرءوس والصحف بكثير من الأحاديث الموضوعة في فضل شعبان وليلة نصفه، وفي غير شعبان، وأخذ الجهال وأشباه العلماء يروجون هذه الأباطيل لغرابتها وجهلهم بالسنة الصحيحة، بل ولجهلهم بأصل الإسلام وحقيقته، وإلا لو عرفوا ذلك لعلموا أن ترويج هذه الأكاذيب أضر على الإسلام والمسلمين من كل عدو أجنبي فالنصيحة الخالصة للناس جميعاً، خصوصاً المنتسبون إلى العلم والدين أن يتحروا في التحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن لا يأخذوا إلا من الكتب الموثوق بها مثل البخاري ومسلم وأبو داود. أما غيرها فلا يستطيع أن يأخذ منها إلا أهل المعرفة بعلم رجال الحديث وسنده، وأهل الخبرة والتمييز بين صحيحه ومعلوله. وليطرحوا مرة واحدة أمثال نزهة المجالس وأشباهه فإنها أفسدت القلوب والعقول بكثرة ما تفتري على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم: وحبذا لو عنيت مشيخة الأزهر الجليلة بهذه المسألة المهمة وكفت الجمهور والعامة شر هذه الكتب الخرافية. وحبذا أيضاً لو عنيت وزارة الأوقاف وقسم المساجد فيها بتنقية المساجد والمنابر من هذه الكتب والدواوين التي ضج منها أهل الأرض والسماء. ونسأل الله الهداية لنا وللجميع إلى سواء السبيل.
المصدر
موقع الالوكة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق