- Unknown
- 8:12 ص
- ISLAM
- لاتوجد تعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم
انتشر الحديث في الفترة الأخيرة في عالمنا العربي عن وسطية الإسلام وضرورة الدعوة للوسطية وتحفيز لعلماء الإسلام أن يتكلموا عن الوسطية، ويتحجج هؤلاء بظهور بعض "الجماعات المتطرفة والعنيفة" في عالمنا العربي.. وما يثير الريبة في هذه الدعوة أنها لا تصدر عن متخصصين أو غيورين على الدين، ولكنها تخرج عن أشخاص علمانيين محادين للدين وكارهين له وكل ما يهمهم أن يضعوا الدين في قالب معين يخدم أهدافهم فقط، وهم يخلطون بين الدين الحقيقي وأحكام الشريعة وما يسمونه "التطرف" فكل من دعا إلى تحكيم الشريعة فهو "متطرف وإرهابي"! حتى أن أحدهم وهو من "كبار المثقفين" في مصر قال أن وزارة الثقافة عرضت عليه أحد الكتب الدراسية لأخذ رأيه فيها! فوجد فيها أن المسلمين يعتقدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم زعيمهم والقرآن دستورهم فقال: "هذا اعتقاد كل إرهابي"! على حد قوله.
إن قضية الوسطية أصبحت مثل حصان طروادة يتم استخدامها من أجل الانقضاض على الدين نفسه وهدم أركانه تدريجيًا، وهي سياسة أشبه بسياسة تجفيف المنابع التي تبنتها بعض الحكومات العربية في مناهج التعليم منذ عقود حيث خفضت عدد ساعات تدريس الدين في مراحل التعليم المختلفة وقصرته على نواحي عامة؛ مما أنتج أجيالًا خاوية ضائعة إما أن تسقط في الهاوية أو تلجأ إلى من يعلمها الدين خارج نطاق الدولة وهو ما قد يؤدي إلى ما تخشاه هذه الأنظمة، إن الدين الإسلامي وسطي بطبيعته بما دلت عليه الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة ولا يحتاج لمن يؤوله ويلوي أعناق الأيات والأحاديث واللجوء للأقوال الشاذة أو تتبع رخص العلماء لاستخراج دين جديد يقول عنه "الإسلام الوسطي" يضم خزعبلات صوفية ونظريات اشتراكية وأدبيات من النصرانية المحرفة كما يسعى لذلك بعض الأدعياء من الكتاب والصحفيين والسياسيين الذين يستغلون الحرب على "الإرهاب" لكي يطلقوا ألسنتهم الحداد ضد الإسلام وأهله من المتمسكين به والداعين للتمسك به.
لقد ظهر منذ عقود كتاب ومثقفون أرادوا نسبة الإسلام للاشتراكية من أجل إرضاء الأنظمة الحاكمة في هذا الوقت التي كانت تدعو للاشتراكية وتلزم بها الشعوب بإيجابياتها وسلبياتها وعندما سقطت هذه الأنظمة بدأ هؤلاء يغيرون كلامهم.
خالد مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق