- Unknown
- 4:29 ص
- وقائع
- لاتوجد تعليقات
سحر المجهول يختلف
لقد صدق ألكسيس كاريل عندما لقب الإنسان بالمجهول، فهو مصدر دهشة وحيرة لكل عاقل،
أنا شخصيا لا أمل من رؤيته ودراسته من بعيد فأجعله موضوعا لذاتي مع أن ذاتي هي ربما موضوع له
، كل يوم وكل مرة، تصيبني نفس الدهشة، ففي كل دقيقة تمر أجد نفسي وقد اكتشفت شيئا جديدا يخصه،
ليس فقط لأن كل شيء فيه مميز من قلبه إلى بصمات يديه
بل أيضا لتنوع سماته وصفاته، فتجد الطيب الحنون وتجد الغاضب القاسي
العاقل والسفيه، الصالح والطالح، وأيضا المتذاكي والمتغابي
وهذا ليس إلا دليلا على عظمة الخالق عز وجل
لعلي لا أنظر لهذا الإنسان من منطلق هويته أو جنسيته، فلا يهمني لو كان أجنبيا أوعربيا أو حتى لو كان من سكان جزر المالديف
أو سكان الفضاء المستقبليين الأسغارديين
ففي نظري سيضل إنسانا، ولا داعي لأخبركم أن حتى في ديننا الاسلام يبقى معيار التفاوت بين بني البشر هو في تقواهم لخالقهم
هذا الكائن الذي يثير اهتمامي استطاع أن يبحر في بحر شاسع من الأسرار المنحوتة في أعماق الطبيعة،
وبقدرة وهبه الله إياها استطاع تحويلها إلى معلومات
تتخلل الكتب والمجلدات، وبعدها جيلا بعد جيل تطورت هذه المعلومات إلى أن وصلنا لما نحن عليه من تكنولوجيا وآليات
متطورة غنية عن التعريف في عصرنا الحالي.
لكن يبقى ما يحير ذهني وذهن أي عاقل منكم وهو سبب هذا التفاوت العقلي بين بني الإنسان،
فهل هو تفاوت غير مبرر ولا منطقي أم أن له دوافع خفية! أم هل هو تفاوت أصلا؟!
فهل كان مثلا بامكان ذلك المتسكع الشاب الذي يتسكع الطرقات ويتألم بردا وجوعا أن يبتكر لنا جهاز استقبال و ارسال لو تلقى تربية من صنع الهاتف النقال
وهل كان بإمكان ذلك الذي يحمل ذلك السلاح الأبيض ويجول به الأزقة والشوارع أن يؤلف لنا ديوانا لو أنه كان وسط أب مثقف وام متحضرة
هل وهل كان بإمكان ذلك الذي تربى في أحضان الشارع أن يغير مفهوما من مفاهيم الكون الخاصة بنيوتن، لو أن من احتضنه كان أسرة وليس شارعا
ما رأيكم ، ما سبب هذا التفاوت؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق