- Unknown
- 1:59 م
- لاتوجد تعليقات
قصة المسيح الدجال
علامات الساعة جعل الله الدنيا دار اختبار للثقلين، فالإنس والجن هما المخلوقان اللذان خلقهما الله لعبادته، مع حرية الاختيار بين اتباع أوامره، وبين المحيد عنها، وأرشدهما السبيل عن طريق الأنبياء والرسل، وأنذرهما من ساعة الحساب، يوم القيامة الذي يجهل الجميع موعده، بيد أن النبي أخبر من خلال الأحاديث الشريفة عن علامات اقترابه، فكانت رسالته أولى هذه العلامات التي قسمت إلى ثلاثة أقسام صغرى ووسطى وكبرى، وقد جمع بعض العلماء بين الصغرى والوسطى، وهي علامات منها ما وقع، ومنها ما يقع باستمرار، ومنها ما لم يقع بعد، فأما علامات الساعة الكبرى؛ فهي علامات آخر الزمان التي تنبئ بدنو اليوم الموعود، ومن أبرزها فتنة المسيح الدجال، ويأتي تاليًا الحديث عن المسيح الدجال.[١] من هو المسيح الدجال في الكلام عن المسيح الدجال لا بدّ من ذكر أصل كلمة الدجال، وهي مأخوذة من الدجل؛ أيّ الكذب، والدجّال مبالغة اسم فاعل، تفيد كثرة الكذب، والمسيح الدجال هو شخص يخرج في آخر الزمان، ويُعدّ خروجه من أعظم فتن آخر الزمان التي تأتي على الأرض، وخروجه من أهم علامات يوم القيامة الكبرى، وقد حذّر من فتنته جميع الأنبياء والمرسلين؛ لأنّه ذو قدرات خارقة يجريها الله على يديه، فتعظم بها فتنته، وتحدث اهتزازًا كبيرًا في عقائد الناس في زمانه، فمنهم من يتبعه مصدقًا جازمًا بما يدعيه من الربوبية، ومنهم من يتبعه خوفًا منه أو طمعًا بنِعمٍ يتفضل بها على أتباعه، ومنهم من يكذبه ويقاومه.[٢]
ؤ
وردت الكثير من الأحاديث النبيوية الشريفة التي تشرح وتبين المسيح الدجال، وحذر بها النبي من فتنته المهلكة التي تميز قلوب العباد، وقد ذكر فيها النبي مكان خروجه وبعضًا من صفاته، فهو يخرج من المشرق من أرض خرسان، وقد ذكر في ذلك الحديث الذي يرويه أبو بكر الصديق، وجاء فيه: "الدَّجَّالُ يخرجُ من أرضٍ بالمَشرقِ، يُقالُ لها: خُراسانَ، يَتبعُه أقوامٌ كأنَّ وجوهَهُم المَجانُّ المطرَّقةُ"[٣] ويطأ الدّجال كل مكان في الأرض إلا مكّة والمدينة يعصمهما الله منه، ومن العلماء من يقول أنها أربعة مواضع لقوله عليه الصلاة والسلام: "يَبلُغُ سُلطانُه كلَّ مَنهَلٍ، لا يأتي أربَعةَ مَساجِدَ، فذَكَرَ المسجِدَ الحَرامَ، والمسجِدَ الأقْصى، والطُّورَ، والمَدينةَ"[٤] وإنما يحرّم الله عليه هذه المواضع لعظمتها، ومكانتها، وتصل فتنته دون ذلك سائر الأماكن في الأرض.[٥] ومما يجب معرفته في الكلام عن من هو المسيح الدّجال بعض خوارقه، فقد سمّي بالمسيح لأنّه يمسح على الناس، فيبرأ بمسحته المريض، ويحيي الموتى، ومنها ما جاء في حديث طويل عن خوارقه وصفاته منه قوله عليه الصلاة والسلام: "وإنَّ من فتنتِه أن يأمرَ السماءَ أن تُمْطِرَ، فتُمْطِرُ، ويأمرَ الأرضَ أن تُنْبِتَ فتُنْبِتُ"[٦] كما أنّ له صفات أخبر عنها النبيّ، يوسم المسيح الدجال بها، وردت في الكثير من الأحاديث، ومنها:[٥] شابٌ قويّ، ضخم الجثة، ولون بشرته حمراء. ممسوح العين اليمنى، ويقول البعض أنّ عينه الممسوحة هي سبب تسميته بالمسيح. مكتوب بين عينيه كافر. شعره أجعد وكثيف. أفحج؛ أيّ أنّه إن مشى باعد بين قدميه. في قوامه انحناء. أجلى الجبهة، وعريض النّحر. مقتل المسيح الدجال بعد معرفة المسيح الدجال لا بدّ من ذكر مدّة مكوثه في الأرض ونهايته، فالوارد في الأحاديث أنّه يمكث من خروجه إلى مقتله أربعين يومًا، وهو ما جاء على لسان النبي حين سأله أحد الصحابة عن مدّة مكوثه في الأرض، فأجاب: "أربَعين يومًا، يومٌ كَسنةٍ، ويومٌ كشَهْرٍ، ويومٌ كجُمعةٍ، وسائرُ أيَّامِهِ كأيَّامِكُم"[٧] وفي نهاية مدته يأذن الله لعيسى بن مريم بالنزول إلى الأرض، ونزول عيسى علامة أيضًا مع علامات يوم القيامة، وعلى يده يكون مهلك المسيح الدجّال، لقوله عليه الصلاة والسلام: "ثمَّ ينزِلُ عيسَى بنُ مريمَ، عند المنارةِ البيضاءِ شرقِيَّ دمشقَ، فيُدرِكُه عند بابِ لُدٍّ فيقتُلُه"[٨] والمعروف أنّ باب لدٍ هي قرية قرب بيت المقدس في فلسطين، وفيها تنتهي محنة الدجال، وتتعاقَب بعدها العلامات الكبرى كخروج يأجوج ومأجوج وشروق الشمس من مغربها إلى أن يأذن الله بنهاية العالم.[٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق