- Unknown
- 6:01 ص
- حقائق
- لاتوجد تعليقات
لماذا نتعاطف مع المجرمين
فى الأعمال الدرامية فى السينما وسواء كانت أفلاما" أو مسلسلات نجد أننا نتعاطف مع المجرم وقد يكون هذا المجرم تاجر مخدرات أو تاجر اثار أو حتى قاتل وربما كان زعيما" للمافيا -- مثلا" تعاطفنا مع الممثل آل باتشينو الذى لعب دور مايكل كورليوني فى فيلم (الأب الروحى ) أو (العراب ) رغم أنه كان عديم الرحمة قاتل وتاجر فى جميع الممنوعات ومع ذلك تعاطفنا معه ولم نكن نريد له القتل بل كنا نريد له النجاة .
الفيلم المصرى (اللص والكلاب ) بطولة شكرى سرحان الذى لعب دور سعيد مهران لص وقاتل ومع ذلك تعاطفنا مع سعيد مهران ولم نكن نريد له القتل أو حتى يتم القبض عليه من قبل العدالة -
وأفلام كثيرة ومسلسلات عديدة من مثل هذه النوعية نجد أنفسنا نتعاطف مع المجرم رغما"عنا مع أن عقولنا ترفض هذا التعاطف وتخجل منه فهل يا ترى سألنا أنفسنا عن سر هذا التعاطف اللاإرادى رغم رفض عقولنا لهذه العاطفة .
إن مؤلف العمل الدرامى والمخرج لهذا العمل قد صنعا عملا" فنيا" رائعا" بدرجة إتقان غاية فى الدقة لدرجة جعلت المشاهد يتعاطف مع ما يريدون حتى لو كان التعاطف مع الجريمة ومنها إبراز بعض من الجوانب الإيجابية للمجرم وتقليل الجانب السيئ بل وتجعل المجرم قد اضطر إلى الجريمة مرغما" بدافع الظروف .
وقد يختار المخرج ممثلا" محبوبا" من الجماهير لتمثيل هذه الشخصية لدرجة أنك لاتستطيع التمييز هل أنت متعاطف مع الممثل أم مع الشخصية التى يقوم بتمثيلها ..
لذلك فإن وسائل الإعلام فى الدول تمارس هذا النوع من الإخراج عندما تريد أن تزين شيئ قبيح أو تقبح شيئ حسن -- وسائل الإعلام أيضا" تجعلنا نحب ونكره - نغضب ونرضى من خلال ما تقدمه لنا من معلومات .
لذلك فإن رجال المال والأعمال دائما" ما يمتلكون القنوات الإعلامية وتسيسها فى الإتجاه الذى يحقق مصالحهم والقيادات السياسية والأمنية تعلم مدى قوة وتأثير الأعلام على شعوبها لذلك يكون لها اليد العليا فى تسيس الإعلام للسير حسب هواها -- لأنها تعلم المقولة الشهيرة ( الناس على دين إعلامهم )
لذلك فقد تقدم لنا وسائل الإعلام معلومات مغلوطة غير صحيحة تجعلنا نحب أو نكره أو نفرح لشخص أو فئة لا يجوز أن نحبها أو نفرح من أجلها --- وأخرى لا يجوز أن نكرهها .
فقد يستطيع الاعلام أن يجعلنا نحب القوات القاتلة الأمريكية ضد طائفة من مسلمى الصومال بعد أن يظهروا الصوماليين مرتزقة وقراصنة --- المهم الكل يلعب على العاطفة من خلال مواهب إخراجية جيدة سواء" فى الأفلام الدرامية أو فى فن الإخراج فى القنوات الإعلامية -- والنتيجة أن المضلل هم الشعوب .
مع خالص تحيتى
الموضوع للمناقشة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق