- Unknown
- 7:00 ص
- وقائع
- لاتوجد تعليقات
هل يمكن تدريس الذكاء؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الذكاء مفهوم مهم في ثقافتنا، فنحن نريد اتخاذ قرارات ذكية، نريد القيام بمحادثات ذكية، نريد بكل بساطة أن نكون اشخاصا اذكياء.
انكب العديد من الباحثين حول دراسة السلوكات الذكية و الاقل ذكاءا لعقود من الزمن، و منذ سنوات ظهرت تعريفات جديدة و متناقضة احيانا للذكاء مما ادى الى ظهور اختبارات ذكاء متعددة.
بالرغم من الاختلاف بين العلماء، هناك نقطة واحدة يتفقون عليها : الذكاء يؤثر على حياتك. فالتلاميذ الذين يملكون معدلات عالية من الذكاء يكون اداؤهم افضل في المدرسة، و لديهم حظوظ اوفر في النجاح في اعمالهم، و تسلق السلم الاجتماعي خلال مسيرتهم المهنية. حتى انهم يعيشون لمدة أطول.
هذه اخبار جيدة للتربية، نجاحك في جعل التلاميذ اكثر ذكاءا هو مساهمة كبيرة للمجتمع، لكن العديد من البرامج التي تطمح الى هذا وصلت الى نتائج مخيبة للامال، فتاثيرها كان محدودا بشكل عام، او انه لم يصمد في وجه الزمن.
يبقى السؤال الرئيسي، هل يمكن تدريس الذكاء؟ اذا اعتمدنا المعنى الضيق لفهمنا التقليدي للذكاء، و هو المعالجة الفعالة للمعلومات استنادا الى مجموعة من القدرات العقلية الاساسية، فهذا غالبا غير ممكن.
لكن تعريفات اكثر شمولية للذكاء بدأت تظهر، و التي ترى أن الذكاء ليس محصورا في مجموعة محددة سلفا من القدرات العقلية الساسية، بل يشمل ايضا حل المشكلات و اتخاذ القرارات، و التخطيط و الاستكشاف الاستراتيجي، و تجريب النظريات و تصحيحها بشكل مناسب عندما تكون خاطئة، و هذه القدرات كلها تم اخذها بعين الاعتبار في البرنامج العالمي الاشهرلتقييم التلاميذ، بيزا، و تم اعتبارها من اولويات التعليم.
ففي سنة 2012، و لاول مرة على الاطلاق، تم ركزت اختبارات بيزا على جوانب واسعة من السلوك الذكي وحل المشكلات، و تحت شعار (الابداع في حل المشكلات)، تمت مطالبة التلاميذ بحل عدد من المشكلات على الحاسوب لاظهار فعاليتهم في حل المشكلات. من بين هذه الاختبارات، طلب من التلاميذ تعلم كيفية تشغيل مكنسة كهربائية عن طريق مراقبة طريقة عملها، و اقتراح افكار حول وظائفها، اختبار هذه الافكار ثم في النهاية برمجتها لتنظيف غرفة، ثم عبر اختبارات اخرى، تحرت اختبارات بيزا ردود افعال التلاميذ عند مواجهتهم مشاكل جديدة و مدى فعاليتهم في اظهار مرونة عقلية في هذه الوضعيات.
المهارات العقلية التي استهدفتها اختبارات بيزا لحل المشكلات اكثر اتساعا من المفهوم التقليدي للذكاء، و اظهرت أن المهارات العقلية لحل الشكلات يمكن استعمالها في وضعيات مختلفة، و هي مختلفة جدا عن الفعالية التقليدية في الرياضيات و العلوم و القراءة التي اعتمدت في الاختبارات ايضا.
بالنظر الى النتائج الشاملة لهذا على انظمتنا التربوية، فالتعليم و التدريس في القرن الحادي العشرين يجب ان يركز اكثر على المرونة الفكرية، حل المشكلات و المظاهر الاخرى للذكاء التي تميل الى التغيير. و هناك وسائل كثير للقيام بهذا، و هذا يشمل تدريس الاستراتيجيات للتلاميذ للرفع من المراقبة الذاتية و التقييم الذاتي خلال حل مشكلة ما، او استخدام طرق التدريس التي تسهل الفهم العميق للبنية التي تكمن تحت المشكلات الجديدة بدلا من الفهم السطحي.
و كل هذه الطرق تتلخص في الحاجة الى توفير اكبر عدد ممكن من فرص تعلم حل المشكلات للتلاميذ، فهذا سيساعدهم على استكشاف مشكلات جديدة و تزويدهم بشبكة مرنة من استراتيجيات حل المشكلات.
الخلاصة هي، أننا اذا تبنينا الفهم الواسع للذكاء و الذي يشمل ايضا المرونة الفكرية و حل المشكلات، فمن الممكن تدريس الذكاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق