- Unknown
- 7:02 ص
- وقائع
- لاتوجد تعليقات
كيف تربي البالغ في طفلك ليكون ناجحا؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اليكم مقالا رائعا ترجمته عن جريدة نيويورك تايمز حول تربية الاطفال ، عنوانه الاصلي : تربية ابنك البالغ 35 عاما ليكون ناجحا.
ماذا نعني عندما نقول أننا نرغب في تربية أبناء ناجحين؟ ماذا نعني بالنجاح؟ كيف نقيسه؟
من السهل نسيان أن مميزات أبنائنا هي التي تقودهم الى الانجازات المهمة، و ليست الاهداف في حد ذاتها؟ الانجازات من قبيل الدرجة النهائية في العلوم، أو رسالة القبول في الجامعة المهمة يمكنها أن تكون النجمة التي يهتدي بها الاباء، أو الاشارات المرئية التي تخبر الاباء أنهم يقومون بعمل جيد، و هذا يجعل من المغري جدا دفع الابناء قليلا أو كثيرا عن طريق التدخل في مهامهم عندما يظنون أنهم غير قادرين على الوصول الى تلك الانجازات بمفردهم : الناعورة كانت فكرتها لكننا ساعدناها فقط في البناء، لقد قامت بواجب الرياضيات نحن صححناه فقط، هو كتب المقالة نحن قمنا فقط باعادة هيكلة الافكار.....
هذه ال فقط قاتلة، يقول كينيث جينسبرغ، الخبير في التربية، لانه بينما ما نريده هو حماية أطفالنا من الاذى، ما نفعله فعلا في الغالب هو حمايتهم من التعلم. فهذا يساعد الخوف على منع أطفالنا من اختبار النتائج التي تعلمهم الدروس التي يحتاجونها، مثل : كان من الممكن أن أحصل على نتائج أفضل اذا بذلت جهدا أكبر، و ، لا يمكنني ترك مهامي حتى الدقيقة الاخيرة و أتوقع أن تكون النتيجة جيدة. الشيئ الذي يتعلمونه من تدخل الاباء في مهامهم هو أنهم يظنونهم غير قادرين على أنجاز أي شيئ مفيد بمفردهم.
علينا التفكير في الانسان البالغ الذي نربيه منذ اليوم الذي يولد فيه، يقول الدكتور جينسبرغ، و هذا يعني النظر بعيدا عن الاهداف قصيرة المدى الموجودة أمامهم، الى الشخص المجتهد، قوي العزيمة، المتعاطف و المبدع الذي نأمل أن يصبحه. لا يمكن لمشروع مدرسي واحد أن يعلم كل هذا، بل هو نتيجة لتراكم نتائج العديد من المشاريع، الفاشلة منها و الناجحة و المتوسطة و حتى المستحيلة، فهذا يبني العضلات النفسية و الشخصية التي يحتاجها الطفل عندما يصبح راشدا.
ترك الامور تفشل يمكن أن يكون صعبا على الاباء، خاصة عندما تكون مهمة. النتائج الضعيفة للواجبات المنزلية في الرياضيات تعني أن طفلي الذي يدرس في السنة الثانية ابتدائي لن يتقن الحساب، الاداء الضعيف في المسرح المدرسي بسبب عدم التدرب جيدا يعني أنه لن ينضم يوما الى الاوركسترا الوطنية. تعلم الدروس التي نعتقد أن ابناءنا يحتاجونها يأخذ وقتا طويلا، فماذا سيحدث اذا تعلموا القيام بالامور بشكل أفضل لكن بعد فوات أوان الاستفادة منها للوصول للاهداف التي خططنا لها؟ عندما يضبط الاباء انفسهم يفكرون بهذه الطريقة، فهذا يعني انهم يحتاجون الى اعادة تحديد الهدف.
الدكتور جينسبرغ يقدم يشبه الاباء، الذين يتركون المجال لابنائهم لاختبار النجاح و الفشل بانفسهم، يشبههم بالابوة المنيرة، نسبة الى المنارة التي تضيئ ليلا لتمنع السفن من التحطم على اليابسة. فهو يعني بها ان على الاباء أن يكونوا مثالا لابنائهم، قوة ثابتة يمكنهم رؤيتها دائما، تمنعهم من التحطم على الصخور و في نفس الوقت تحرص على أن يكونوا قادرين على ركوب الامواج بانفسهم. لكن المشكلة تكمن في التمييز بين الموجة التي تحطم، و الموجة الصعبة. كيف يمكن حمايتهم و تركهم يتعلمون في نفس الوقت؟ هذه هي الصعوبة، خاصة عندما يكبر الابناء و تبدأ قراراتهم في التأثير على المدى البعيد، فمن السهل ترك تلميذ في السنة الخامسة يفشل في امتحان لم يحضر له بيما من الصعب تجاهل حدوث نفس الشيئ في المرحلة الثانوية.
على الاباء الحرص على اعطاء ابنائهم المهارات التوجيهية، فبدلا من التحدث الى المعلم حول ما يمكن عمله لتحسين درجات الابن، يجب ارسال الابن بنفسه ليفعل هذا، مع تدريبه على كيفية التحدث حول الموضوع. لا تتذمر كثيرا حول الواجب المنزلي، بل ساعد على خلق دراسة او مشروع مع غلاف زمني معقول يمكن للابن انجازه فيه.
عندما لا تعمل قطعة من الناعورة التي صنعتها، ساعدها على التفكير في طريقة لتقديم مشروعها بدونها، هنئها على التفكير بمشروع كبير كهذا، و ذكرها بأن الكثير من الاختراعات لا تعمل جيدا من المرة الاولى.
تربية انسان بالغ ناجح يعني أن تترك الطفل ليكون طفلا، مع كل الاخطاء و النتائج المترتبة عنها و التعلمات التي تحدث في مرحلة الطفولة. اذا قمنا بتغطية افضل اعمال اطفالنا باعمالنا نحن، سيتعلمون ان افضل مجهود لديهم ليس جيدا بما فيه الكفاية. و اذا غطينا اضعف انجازاتهم برغبتنا في انجاز ما هو اكثر، لن يتعلموا ابدا أن يسعوا الى ما هو أكثر. اذا استمررنا في دعم مماطلتهم بقدرتنا على التذمر و التوبيخ فلن يتعلموا ابدا كيف يضبطون انفسهم بانفسهم. و اذا استمر اصرارنا على مكافأة النتيجة بدلا من الطريقة، فلن يتعلموا ابدا انه احيانا يستحق الامر أن تتجه نحو القمر حتى لو لم تصل الى هناك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق