- Unknown
- 2:19 م
- ISLAM
- لاتوجد تعليقات
سلامة الصدور نحو أصحاب الرسول
سمة بارزة من سمات أهل السنة، وعلامة فارقة يتميز بها أصحاب المنهج السديد، منهج أهل الهدى عن مناهج أهل الردى، وطرق الباطل، وموارد الضلال، ألا
وهي: "سلامة الصدور نحو أصحاب الرسول".
هذه عقيدة من عقائد أهل السنة، نادى بها علماؤهم، ولهجت بها ألسنتهم، وسطرها يراعهم، وعلموها أتباعهم، وقيدوها في كتبهم ومؤلفاتهم، وجعلوها من
أولويات عقائدهم فلا تكاد ترى مؤلفا في العقيدة إلا وقد ضمنوها فيه:
يقول الإمام الطحاوي في عقيدته المشهورة بالعقيدة الطحاوية: (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد
منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم).
ويقول الإمام ابن تيمية شيخ الإسلام، وفارس مضمار الذب عن الصحابة عليهم الرضوان:
يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي .. رزق الهدى من للهداية يسأل
اســمع كلام محـــقق في قـوله .. لا يــنثــني عــنه ولا يـتـبــدل
حب الصحـابة كلهم لي مذهب .. ومودة القــربى بــها أتوســل
ولكــلهم قـــدر وفضــل ذائـــع .. لا سيـما الصديق منهم أفضل
هَــذَا اعْتِقَــادُ الشَّــافِعِيِّ وَمالِكٍ .. وَأَبُي حَــنِيفَةَ ثُمَّ أَحْــمَدَ يَنْـــقِلُ
فَإِنِ اتَّبَعــْتَ سَبِــيلَهُمْ فَمُـــوَفـق .. وَإِنِ ابْتَدَعْتَ فَمَا عَلَيْكَ مُعَوَّلُ
وقال عبد الله بن الإمام أبي داود السجستاني صاحب السنن:
وقل خير قول في الصحابة كلهم ... ولا تك طعانا تعيب وتجرح
فقد نطق الوحي المتين بفضلهم ... وفي الفتح آي للصحابة تمدح
فضيلة الصحابة:
الصحابة هم أعلام الفضيلة، ودعاة الهداية، وحملة الدين، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وحمل رسالته، نشر الله بهم الإسلام في أنحاء المعمورة، وأنقذ بهم
البشرية من أغلال الوثنية، وأرسى بهم قواعد الحق والخير والعدل، ورفع بهم كلمته حتى علت على الأرض، ورفرف علم الإسلام في الأفاق، وقويت أسبابه،
ووضحت أعلامه، وتهذبت طرقه، وأذل الله بهم الشرك ومحا دعائمه، وأزال رؤوسه.
قاموا بمعالم الدين، والنصح للعالمين، والبذل والاجتهاد ليصل الإسلام إلى الخلق أجمعين.. ولاقوا في سبيل نشر الدين ما لاقوه {فما وهنـوا لما أصابهم في
سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا}. فلهم الفضل بعد الله تعالى علينا، ولولاهم ـ بعد توفيق الله ـ ما وصل هذا الدين إلينا.
ما زالوا يجاهدون في سبيل الله ويبذلون قصارى جهدهم، من أجل تبليغ كلمة الله، حتى فتح الله عليهم البلاد، وملكهم رقاب العباد، وأورثهم ملك كسرى وقيصر
، وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم، وفتحت عليهم الدنيا فما مالوا إلى دعة، ولا ركنوا إلى راحة، ولا هفت نفوسهم إلى زخارفها ومباهجها. فهذا قائلهم يقول
للدنيا، لما رآها أقبلت عليه، وأرادت أن تميل بزخرفها إليه: "يا دنيا غري غيري، أبي اغتررت أم إلي تشوفت؟ هيهات.. هيهات.. لقد بتتك ثلاثا؛ فعمرك قصير،
ومجلسك حقير، وخطرك يسير.. آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق".
صلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه الغداة، ثم لبث في مجلسه حتى ارتفعت الشمس قيد رمح، وكأن عليه كآبة، ثم قال: "لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم فما رأيت أحدا يشبههم، لقد كانوا يصبحون شعثا صفرا غبرا بين أعينهم مثل ركب المعزى، قد باتوا لله سجدا وقياما، يتلون كتاب الله يراوحون
بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا ذكروا الله فمادوا كما تميد الشجرة في يوم الريح، وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم، والله لكأن القوم باتوا غافلين". ثم نهض
فما رئي مفترا يضحك حتى ضربه بن ملجم.
من هو الصحابي؟
قال الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله: "الصحابي هو من لقي رسول الله مؤمنا به، ومات على الإسلام.
وقال أيضا: "ومن صحب رسول الله أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه".
قال الإمام أحمد: "فكل مسلم طالع وجه رسول الله، ونظر إليه ولو نظرة، فقد نال هذا الشرف العظيم، وفاز بهذا المقام الكريم، وصار من صحابة سيد المرسلين،
وفاز بفضيلة الصحبة التي لا تعدلها فضيلة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق