- Unknown
- 2:25 م
- ISLAM
- لاتوجد تعليقات
فضيلة الصحبة
إنما تكون فضيلة الصحبة بفضل الصاحب، والمرء على دين خليله، فإذا كان المصحوب سيد البشر فأي صحبة تبلغ صحبته، وأي عمل يبلغ به من لم يره مبلغ
من رأى صورته؟
ومن ثم ذهب جمهور أهل السنة إلى أن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل ولا يبلغها أجل. فمن طالع وجه المصطفى بنظرة لم يعدله أحد ممن أتى بعده، ولو أنفق
كل ماله وأهله ونفسه في النصرة، ولو عبد الله حتى قطع بالعبادة ظهره.
قال الإمام أحمد في عقيدته: "فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه، ولو لقوا الله بجميع الأعمال".
وقال أيضا: "ومن رآه بعينه وآمن به ولو ساعة أفضل، لصحبته، من التابعين ولو عملوا كل أعمال الخير".
وقال الإمام النووي: "وفضيلة الصحبة، ولو لحظة لا يوازيها عمل، ولا تنال درجتها بشيء، والفضائل لا تؤخذ بالقياس، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء".
فالصحبة محض فضل من الله، واصطفاء اصطفى الله له من علم سبحانه أنهم أحق بها وأهلها.
قال ابن مسعود: "إنَّ اللَّهَ نَظرَ في قُلوبِ العِبادِ فوَجدَ قَلبَ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خَيرَ قُلوبِ العبادِ فاصطَفاهُ لنَفسِهِ، وابتَعثَهُ برسالتِهِ. ثمَّ نَظرَ في قُلوبِ العِبادِ
بعدَ قلبِهِ، فَوجدَ قُلوبَ أصحابِهِ خيرَ قلوبِ العِبادِ بعدَهُ، فجَعلَهُم وزراءَ نبيِّهِ، يقاتِلونَ علَى دينِهِ. فما رآهُ المسلِمونَ حَسنًا فَهوَ عندَ اللَّهِ حَسَنٌ، وما رآهُ المسلِمونَ
سيِّئًا فَهُوَ عندَ اللَّهِ سَيِّءٌ".(منهاج السنة 277، والأمالي المطلقة لابن حجر:65).
وقال أيضا: "من كان مستنا فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله
لصحبة نبيه وحمل رسالته، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق