- Unknown
- 1:05 م
- وقائع
- لاتوجد تعليقات
الا الظلم
ما من مرة قرأت أو استمعت إلى خواتيم سورة ابراهيم( ولا تحسبن الله غافلا) إلا ويقشعر الجلد من رهبة المصير الذي ينتظر الظالمين
وأجد نفسي اتساءل مندهشا:
هل من المعقول أن يوجد مؤمن على وجه الأرض يعرف أن ربه وإلهه أنزل عليه مثل هذه الآيات في عاقبة الظلم؟
ثم بعد ذلك يظلم نفسه؟ .. أويظلم أهله؟ .. أويظلم جيرانه؟ .. أويظلم أقاربه؟ .. أو يظلم من هو مسئول عنهم أمام الله
ألا يعلم كل ظالم بأن اليوم الذي سيشخص بصره فيه قادم لا محالة (إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)
ألا يخشى كل ظالم اليوم الذي سيعمى فيه بصره ويرتعب فيه قلبه (لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ)
ألا يظن كل ظالم أنه لن يطلب المهلة عندما يأتيته عذاب الجبار (فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ)
ألا يعتبر كل ظالم من هلاك الظالمين السابقين واندثارهم في غياهب التاريخ (الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ)
ألا يرهب كل ظالم من انتقام العزيز الجبار القوي المتين (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)
ألا يتخيل كل ظالم حاله يوم يخرج من قبره للقاء اللــــــــــــــه (وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)
ألا يستحي كل ظالم من حاله يوم الحساب وهو مقيد اليدين والرجلين في ذل وهوان (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ)
ألا يحترق قلب كل ظالم على ظلمه عندما يعلم بأنه سيلبس يوم الدين ثيابا شديدة الإشتعال (سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ)
…
ألا فليعجل ويسارع كل ظالم بإعلان توبته أمام رب البرايا من ظلم خلقه
ويقول بقلب باكي: يارب قد سمعت بلاغك (هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ)
ويقول بقلب نادم: يارب قد بلغني إنذارك (وَلِيُنْذَرُوا بِهِ)
ويقول بقلب موقن: يارب أنت إلهي وملجأي وملاذي (وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ)
ويقول بقلبه وعقله وجميع جوارحه: إلا الظلم .. إلا الظلم .. إلا الظلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق