- Unknown
- 6:34 ص
- ISLAM
- لاتوجد تعليقات
والناظر في أحوال المسلمين يستغرب
والناظر في أحوال المسلمين يستغرب من طبع الإنسان المسلم, و تعتريه الدهشة من سلوكه وتعامله مع أوامر الله تعالى ونواهيه, فكثيرا ما يقلب الموازين وينكس المعايير التي وضعها الله تعالى له, ففي الوقت الذي أمره الله تعالى فيه أن لا يذل لعبد أبدا مهما كان قويا أو غنيا, نراه لا يتقيد بذلك, فتراه يتضعضع لغني من أجل ماله, أو يذل لقوي خوفا من بطشه وجبروته, أو يخضع لامرأة من أجل شهوته وأهوائه, بينما الواجب عليه أن لا يذل ولا ينكسر ولا يخضع ولا يتضعضع لأحد إلا لله وحده, وحينما يأمره الله تعالى بالانكسار إليه والتضرع بين يديه يتعالى ويستكبر.
إن المسلم المتبع لا المبتدع له في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة, فقد كان شديد الضراعة والانكسار والذل بين يدي الله تعالى, في جميع أحواله وأوقاته, في وقت الابتلاء والمصيبة المحنة, وكذلك في وقت الامتنان والراحة والمنحة, في الغنى والرخاء و السراء, وكذلك في الفقر والشدة والضراء, في مشهد فريد يستدعي التوقف عنده ملياً.
في ذلك العام الذي توفي فيه عمه أبو طالب, الذي كان يدفع عنه أذى قريش, وتوفيت فيه زوجته خديجة, المرأة الصالحة التي كانت سنده ورفيقة دربه منذ بدايات دعوته, فسمي ذلك العام بعام الحزن, وتكاثرت الهموم والأحزان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, وزادت تلك الأحزان بما لقيه من أهل الطائف, من الأذى والطرد والاستهزاء والسخرية, فما كان منه -صلى الله عليه وسلم- إلا أن لجأ إلى العبادة المهجورة في زمننا هذا, نعم لجأ إلى الله تعالى بذل وانكسار, وعبرت الكلمات التي قالها بما في قلبه من الحب والرضا والذل لله تعالى: ((اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وهواني على الناس، أرحم الراحمين، أنت أرحم الراحمين إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريب ملكته أمري، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بوجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك، أو يحل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله)).
رواه الطبراني، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله ثقات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق