- Unknown
- 1:42 م
- اسلام
- لاتوجد تعليقات
خرج هارون الرشيد إلى الحج يوماً فلما كان بظاهر الكوفة إذ بَصُر بهلولًا المجنون وخلفه الصبيان وهو يعدو، فقال: من هذا؟! قالوا: بهلولُ المجنون، قال: كنت أشتهي أن أراه، فأدْعُوه من غير ترويعٍ له، فقالوا: له أجب أمير المؤمنين، فلم يستجب!
فقال الرشيد: السلام عليك يا بهلول، فقال: وعليك السلام يا أمير المؤمنين. قال: كنتُ قد اشتقتُ لقاءك يا بهلول، قال بهلول: لكني لم أشتق إليك!
قال هارون: فعظني يا بهلول، قال: وبمَ أعِظُ؟! هذه قصوركم وتلك قبورهم!! قال: زدني فقد أحسنت، قال: يا أمير المؤمنين من رزقه الله مالًا وجمالًا فعفَّ في جماله وواسى الناسَ في ماله كُتبَ في ديوان الأبرار.
فظن الرشيد أنه يريدُ منه شيئًا، فقال: قد أمرنا لك أن تقضي دينك، فقال: لا يا أمير المؤمنين لا يُقضى الدَّينُ بدَينٍ!! ولكن يا أمير المؤمنينَ أردُدِ الحقَّ على أهله، واقضِ دينَ نفسكَ مِن نفسك! فقال هارون: فإنّا قد أمرنا أن يجريَ فضلُ مالِنا عليك، فقال بهلول: يا أمير المؤمنين أتُرى الله يعطيكَ وينساني؟! ثم ولى هاربًا!
حقاً يا بهلول: فخيرُ الناس مَن رزقه الله مالًا وجمالًا فعفَّ في جماله وواسى الناسَ في ماله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق