- Unknown
- 3:06 ص
- الأخبار
- لاتوجد تعليقات
احتست عزيزة فنجان القهوة. وعندما فرغت منه ناولته العرافة التي تمعنت بالنظر إلى التفل المتراكم في حواف وقاع الفنجان. ثم رفعت بصرها نحو مضيفتها وشرعت تتأملها في صمت
ماذا وجدتِ في الفنجان يا خالة؟
مساء هذا اليوم، سوف يطرق أحد الغرباء باب منزلك، كوني واعية ولا تفتحي الباب!
"لماذا؟" قالت عزيزة في جزع
"التفل لم يوضح السبب"، تابعت العرافة وهي تهم بالمغادرة وفنجان القهوة الفارغ ما زال بيدها، "انظري إلى الرسمة التي في قعر الفنجان، إنها تقول: أنكِ لن تتمكني من النجاة إذا فتحتي الباب للطارق الغريب.. هاكِ الفنجان يا ابنتي"
ذهبت العرافة وقد تركت عزيزة نهباً للهواجس والأفكار المتضاربة. كانت ذراعا عزيزة متصلبتين فوق الطاولة المستديرة، في حين كانت تحدق بإمعان شديد نحو الباب. لم تسمع صوت دق على الباب أو حركة أقدام عند عتبة المنزل.
بحلول الساعة الواحدة فجراً، قررت عزيزة بألا تلقي بالاً لتحذير قارئة الفنجان وقالت بعد تنهيدة عميقة تنم عن الراحة: " آهٍ من تلك العجوز الدجَّالة! بسببها قضيت اليوم كله في توتر وتوقع وخوف".
بعد ذلك، شعرت عزيزة بالجوع لأنها لم تأكل شيئاً طيلة ذلك اليوم. ولم تكن تريد أن تتعب نفسها بالطبخ؛ لذا قامت بالاتصال على المطعم وطلبت وجبة عشاء.
بعد نصف ساعة، جاء عامل توصيل المطعم وطرق على الباب، ففتحت له الباب ولفت انتباهها نظراته التي تفوح منها رائحة الخبث:
"سيدتي، تفضلي طعامك"
انتظر لحظة من فضلك" قالت عزيزة وهي توارب الباب.
وضعت كيس الطعام على الطاولة ثم توجهت إلى غرفة نومها وهي تنظر في الفاتورة؛ لتجلب محفظة النقود.
وبينما هي تسير في الرواق قبضت يدان غليظتان على رأسها ورقبتها. لم تتمكن من الصراخ؛ لأن فمها كان مكمماً. كانت المرأة تقاومه بجهدٍ جهيد، لكنه كان أقوى منها.
بعدئذٍ، خرج عامل التوصيل من المنزل وجيبه مُتْرع بالنقود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق