- Unknown
- 2:29 م
- حكايات
- لاتوجد تعليقات
عند اول زخة مطر ارتمت بجسدها النحيل على الأرض و هي تشعر بالألم و بتلك البرودة التي اقتحمت كيانها و حطمت آخر ما تبقى لها من مقاومة . فجأةً أدركت أن قدماها ساقتاها إلى طريق طريق مجهول في نهايته تلة عملاقة ممتدة , ما أن خارت قواها كليا و أصبحت كورقة جافة انسلت منها الحياة ... حتى غرقت حد النخاع في دوامة من الأفكار
المصبوغة كلها بلون الأسود ما مهد ولادة تلك فكرة الشيطانية التي تخطت حواجز المنطق .. , لحظتها لم تتوقع أبداً أن تؤول حياتها إلى ذلك المنحنى بل لم تعد نفسها مطلقاً لمثل تلك الحالات.
" و لكن كيف لأي أحد أن يعد نفسه في تقبل خيانة القدر .. و استنشاق أُوكسجين الحياة و هو عليل القلب و الروح ؟ "
ذلك السؤال جعل نبضها يتسارع متخطياً ما يعرف بحدود الجنون , انقطعت أنفاسها حتى صار الشهيق و الزفير مجرد كلمتين مفرغتين من المعنى ؛ و فيما كان قلبها يتضخم رويداً رويداً ليتحول إلى صخرة صماء عاجزة عن ضخ الدماء .. ، كانت
الخطوات تتسارع و تتسارع لبلوغ تلك التلة , لم يهدأ لها بال و لم يكف شيطان الموت عن الوسواس حتى وجدت نفسها في أعلى مستوى منها .. لا يفصلها عن الرحيل إلى الجانب الآخر من الحياة سوى حبة جنونٍ أُخرى ؛ فلقد طالها التعب أخيراً .. و اكتسح اليأس كل ذرة منها ليجهض آخر نور كان يمدها بالقوة لتتنفس .
نظرت إلى الأسفل بعيونٍ خاوية ..ثم توقفت دموعها عن النزول و أصبح شعاع عيناها يذبل حتى اختفى كلياً , و فيما كانت أمواج البحر تضرب الصخور العائمة بكل عنف كأنها تأمرها بالخضوع لها إذا ما أرادت أن تطفوا فوقها ..، كانت العواصف الممطرة تنبئ بحدوث شيءٍ جلل كأنها عاهدت السماء على رد دينها الأزلي و دفن هذه الأرض عن بكرة أبيها
. و ما أن لفحت الرياح العاتية وجهها المزرق الذي أعلن عن احتضاره هو الآخر .. حتى ابتسمت لاإرادياً و هي ترفع بصرها إلى السماء فيما كانت ذكرى آخر لقاء بينهما قد تجلت أمامها :
- انا اعتذر حبيبتي ..، علينا أن ننهي علاقتنا .
- لماذا .. ؟ ألم تقل لي دائما أنك ستبني لي في قلبك دنيا جميلة .. ، ألم أكن لك أول طَعم تتذوقه من الهوى الأفئدة..؟ فلماذا تخون العهد ..؟
- أنا احبك حقا ..، و لكني رجل شرقي لن أدير ظهري لعائلتي ابدا .
- لماذا .. ما الذي تملكه عائلتك ضدي ؟
- من الأفضل أن لا تعرفي .. ، لا اريد اذيتك اكثر من ذلك .
- أبعد كل ما حدث بيننا تأتي الآن و تقول ذلك ..؟
- حسنا ، عائلتي رفضت ارتباطنا لأنك ... لأنك فتاة تعرفت عليها عبر الفيس بوك .. ، و لهذا تم ترتيب زواجي من ابنة خالي.
...
ملاحظة : اعتذر مسبقا على تلك الأخطاء اللغوية او نحوية اذا وجدت .. فلقد اجتهدت فيه قدر الامكان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق